-->

المقالة وأنواعها

1. أنواع المقالة
هناك العديد بل الكثير من أنواع المقالة. وقد أبرز الباحثون أنواعًا مختلفة في هذا الإطار. ولا يوجد تضارب في ذلك ولاسيما أنها ترتبط بطبيعة المقالة ومضمونها. ويمكن فصلها بالمقالة الاجتماعية، والنقدية، والقصصية، ومقالة الصور الشخصية، والرسائل العرضية، والمقال النزالي، والنقدي، والكاريكاتيري، والقصصي، والعلمي، والمذكرات أو اليوميات، والمقال الذي يأتي على شكل رسالة .
فحسب الموضوع
- يوجد المقال الأيديولوجي الذي يعالج قضايا ذات طابع أيديولوجي.
- مقال سياسي الذي يطرح معالجة سياسية.
- المقال التوجيهي التنظيمي الذي يدور حول قضايا متعددة، ولكن الصفة الغالبة هي العمل والإدارة والإنتاج.
- المقال الاقتصادي الذي يبحث في قضايا وشؤون اقتصادية.
- المقال الثقافي، العلمي، التربوي أو الرياضي أو الفني....
مقال حسب التوجيه أو الهدف أو المعالجة
- المقال الدعائي النظري.
- المقال الإعلامي.
-المقال التوجيهي الإرشادي.
- المقال التقويمي.
-المقال الجدال .

2. المقالة والأنواع الإعلامية الأخرى

بإيجاز يمكننا التأكيد بأن الأنواع الإعلامية للمقالة تتكامل فيما بينها وأشارت الباحثة د. إجلال خليفة إلى أن المقال الذي يشتمل على جميع المواد التحريرية. ففيه عنصر الخبر، والتحقيق، والحديث، والاستيعاب لجميع المعلومات التي تتصل بالموضوع. وهذا يعتمد على شخصية الكاتب، وقدرته على التحليل والتعليل، وعلى مدى ثقافته وإحاطته بمجمل الأمور. وعلى تقييمه للأحداث، ووفرة منشورات قسم البحوث في الصحيفة.

3.المقالة والتعليق

يؤكد أن المقال هو بمنزلة معالجة ذات طابع نظري إيديولوجي لظاهرة أو قضية أو موضوع، في حين التعليق هو رأي وموقف إزاء حدث. والمقال يستخدم الحدث كشاهد لا تعنيه خصوصية الحدث وتفرده، بل يأخذ مغزاه ودلالاته للوصول إلى تعميم لرسم معالجة الظاهرة وتفسيرها. فالمقال أعم وأشمل وأوسع أفقًا ومجا ً لا، كما أن الطابع الفكري للمقال هو الأبرز والأوضح وتفسيرها. فالمقال أعم وأشمل وأوسع أفقًا ومجا ً لا، كما أن الطابع الفكري للمقال هو الأبرز والأوضح والأعمق. ثم إن منهج التعليل هو أكثر تعقيدًا.

4. المقالة والرسائل الحرة والخبر

أما الاختلاف بين الرسائل الحرة وفن المقالة في سمة الطول والزمن. فالمقال الصحفي يمتاز بالقصر ولا يبلغ في طوله ما بلغته الرسائل الأدبية على سبيل المثال. كما هو أشد ارتباطًا بالزمن وبوقت معين ومحدد من هذه الرسائل. وهناك من يعد المقالة من الأنواع الصحافية التي تتميز نسبيًا بحجمها الكبير إذا ما قورنت بالخبر. وقد انحسرت أهمية المقالة الصحافية في الصحافة إلى المرتبة التي تلي مرتبة الخبر بدءًا من الحرب العالمية الثانية لسببين، حسب د. نبيل حداد وهما:
التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال الذي رافق الحرب ولاسيما الإنجازات في الاتصالات السلكية واللاسلكية.
- ضخامة الأخبار المرتبطة بضخامة الأحداث. فمن الطبيعي أن ينجذب القارئ إلى المواد الإخبارية أكثر من انجذابه إلى مادة الرأي أو المقال. ولإيضاح التفاوت بين المقالة الصحافية والأنواع الإعلامية الأخرى لابد من التدقيق في خصائصها وسماتها.
المقالة في عصر النهضة: لا ضير من إجماع الباحثين على هذا الموضوع بالذات. والجميع ركز على البيئة التي نشأ فيها هذا النوع الإعلامي وأهم رواده. فالمقالة وليدة روح التجربة في عصر النهضة، والعناية بالخبرة الإنسانية، والاهتمام برأي الفرد، والإيمان بقدرته. وهناك تطابق بين طبيعة فن المقال وروح عصر النهضة. ذلك أن المقال محاولة لاختبار فكرة من الأفكار، أو لتدبر رأي من الآراء، أو تأمل اتجاه من الاتجاهات النفسية والتعبير عنها بأسلوب سلس وجذاب( 39 ). وهذا ما يذكره د. إبراهيم إمام في أحد مؤلفاته بقوله: من الثابت أن فن المقالة، ولاسيما الأدبي منه، قد رأى النور في عصر النهضة  شريحة واسعة من القراء تجذبها الأسماء الضخمة .

5. المقالة عبر التاريخ

وهناك من يقول: إن جذور المقالة بعيدة في التاريخ. فشأنها شأن كثير من الفنون الأدبية التي بدأت مع الإنسان، ومع استخدامه اللغة المكتوبة ومحاولة الاعتماد عليها في تسجيل آثاره الوجدانية وتاريخه الروحي. وعلى هذا الأساس يشير الباحث محمد يوسف نجم إلى أن ثيوفراستوس، وهو تلميذ أرسطو طاليس، يعد رائدًا لمقالة الشخصيات. وقد جال في كتابه شخصيات جولات موفقة في تصوير بعض النماذج البشرية الشريرة. أما فلوطارفوس فقد وضع أسس المقالة التأملية في كتابه أخلاقيات وخاصة في فصله الذي سماه تأخير الطعام.

6. وظائف المقالة

 لا يمكن الحديث عن المقالة كنوع من الأنواع الصحفية دون تحديد وظائفها العامة والشاملة. وهذه الوظائف هي جزءًا لا يتجزأ من النشاط الفكري والإعلامي بمختلف أوجهه لخدمة المجتمع ووجهات نظر مختلفة سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم ثقافية. توحدت جهود الباحثين لإبرازها بشكل أو بآخر. فالمقالة تستطيع أن تسهم في إنجاز جميع الوظائف التي تسعى إليها الأنواع الإعلامية. إلا أن الوظيفة الأساسية الأهم التي تستطيع المقالة أن تنجزها تتمثل في نشر الوعي الثقافي، والتثقيف والبناء الفكري. فالمقالة نوع صحفي فكري غير إخباري يعتمد أساسًا على عناصر التحليل والبحث والدراسة والتجريد والتعميم والتفكير. ويتوجه أساسًا إلى ذهن القارئ وتفكيره، ويقدم فهمًا معمقًا لقضية ما ويسعى لخلق قناعة جديدة لدى القارئ إزاء هذه القضية، أو لتعديل قناعة قديمة موجودة في ذهنهويجهد لتوسيع إدراك القارئ وتنمية وعيه وتعميق فهمه للحوادث، والظواهر، والتطورات بقصد المساهمة في تنشئة المواطن وفق رؤية الكاتب. وهذا ما يشير إليه الباحث د. عبد العزيز شرف حين يقول: إن المقال الصحفي يقوم بأداء وظائف الإعلام، والتفسير، والشرح، والتوجيه والإرشاد والإمتاع، والتعليم، والتنشئة الاجتماعية. فهو مسؤول عن تقديم المعلومات إلى الجماهير من وظائف المقالة العرض لحقيقة ما، وتقديم رأي ما في نسق منطقي موجز، وممتع يهدف إلى الإمتاع والمؤانسة، والتوجيه والإرشاد، والتفسير لأنباء ذات مغزى وأهمية، وتناول الأحداث الجارية ذات الدلالة الكبيرة التي تقتضي الشرح والتفسير. كما يعنى المقال بالتعليق على الخبر، ويبين مغزاه السياسي، أو الاجتماعي أو الثقافي. كما له وظيفة تربوية ملهمة يقوم بأدائها مع نظرائه من فنون القول والاتصال والتربية والتنشئة الاجتماعية السياسية والعسكرية. كما يوظف المقال الصحفي فنون المقالة الأدبية من قصصية ووصفية ونزالية وكاريكاتيرية لأداء مهام الفن الصحفي الذي يقوم في جوهره على أنه فن تطبيقي وليس فنًا تجريديًا .

7. أجزاء المقالة

تتماثل المقالة بأجزائها مع الأنواع الإعلامية الأخرى كّلها. ولا يوجد خلاف في ذلك بين مختلف المهمتين في هذا الشأن. 
     -المقدمة 
     -متن المقال 
     -النتيجة النهائية
ومن الشروط الواجب مراعاتها في المقدمة حسب رأيهما  
أن تشمل الفكرة المسيطرة التي سيتم تطويرها في المقالة. ويفضل أن تكون جملة الموضوع في بداية المقالة، والفكرة المسيطرة هي الجزء الأساسي في موضوع المقالة. وهي عبارة عن كلمة أو شبه جملة، أو جملة محددة معروفة.
- أما أفضل مكان تكتب فيه الفكرة المسيطرة فهو في نهاية جملة الموضوع التي يجب أن تكون قصيرة ومختصرة.
- ويجب تجنب الجمل ذات النهايات المغلقة التي تعوزها الفكرة المسيطرة.
- كما يفضل تجنب صيغة السؤال الصريح أو التنبؤ بشيء في جمل الموضوع.
فهو يشكل الجزء الأساسي من المقالة. ففيه يتم عرض البيانات والحقائق والأدلة. (Body) أما الجسم ويتكون من فقرة أو عدة فقرات، وكل فقرة يجب أن تتسم بالوحدة والتماسك، والترتيب المنطقي.
مجموعة من الشروط التي يجب أن تراعى عند كتابة العناوين:
- تجنب تكرار الألفاظ والأفكار.
- تجنب العناوين التي تسبب اضطرابًا أو غموضًا.

8. رؤية ومقترحات لتطوير فن المقالة

- هناك ظاهرة تتسم بها المقالة الافتتاحية وهي أن كتابها القادرين على الخوض فيها قادرون أيضًا على كتابة مقالات أخرى متنوعة تخصصية كانت أم غير تخصصية، في حين أن كتاب المقالة التخصصية (الفنية، الاقتصادية، الاجتماعية.......) تنحصر إمكانياتهم في هذا النوع وذلك كل حسب تخصصه. وعليه ينبغي على هؤلاء توسيع نطاق مهاراتهم كي يصبحوا على سوية كتاب المقالة الافتتاحية.
من المفترض أن تكون المقالة قريبة من حياة المواطن، تقدم له المعلومة وتبرز الرأي بشكل سلس، ومبسط من خلال معايشة الكاتب للواقع كما بناه بصور شتى.
- الالتزام بالمعايير العلمية والمهنية لكتابة المقال وأنواعه المختلفة وخاصة ما يتعلق بأصناف المقال الصحفي.